اروبة
مرحبا بالزائرة العزيزة هنا هتلاقى قلوب صافية ومتحابة فى الله
اروبة
مرحبا بالزائرة العزيزة هنا هتلاقى قلوب صافية ومتحابة فى الله
اروبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
اروبة

منتدى اروبة نسائى فقط ممنوع دخول الرجال
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  


 

 فتيات دخلن الإسلام جديد - رساله إلى نسائنا المسلمات تحت كل سماء!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Oum Salma

Oum Salma


عدد المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 17/09/2012

فتيات دخلن الإسلام جديد - رساله إلى نسائنا المسلمات تحت كل سماء! Empty
مُساهمةموضوع: فتيات دخلن الإسلام جديد - رساله إلى نسائنا المسلمات تحت كل سماء!   فتيات دخلن الإسلام جديد - رساله إلى نسائنا المسلمات تحت كل سماء! Emptyالأحد سبتمبر 23, 2012 7:56 am

أخواتى الغاليات

سلام الله عليكن ورحمة وبركاته

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه , ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله ، ونُصلى ونُسلِّم على قائدنا وحبيبنا محمد، وعلى آله وأصحابه الأطهار ، رضوان الله عليهم أجمعين.... وبعد


هذه القصص مُهداة إلى كل فتاة تؤمن بالله ربا ، وبالإسلام دينا ..ولكنها لا تلتزم!


وهي رسالة قوية لكل الذين يحاربون دعوة الله سبحانه ، رسالة قوية إليهم لو كانوا يعقلون ...! ولكن هل تراهم يعقلون !؟ ... أما أنا فاشك !!!!


1-امرأة ألمانية

من ألمانيا نأخذ الدرس .. وإنها لقصة تحتاجها جمهرة غفيرة جداً من فتياتنا خاصة ، ورجالنا وشبابنا عامة ..هذه قصة امرأة ألمانية بقيت زمناً وهي تتنقل في بلاد العالم ، لا بهدف السياحة كما يفعل الكثيرون ، ولكن بهدف أسمى وأروع من ذلك ..
كانت تبحث وتستشكف بعين فاحصة ، وتتدبر وتتأمل ،وتسجل ملاحظتها أولاً بأول لحاجة في نفسها ، شغلتها عن كل شغل ..!..

زارت المغرب ، وطارت إلى يوغسلافيا ، ومرت باليونان ،واستقرت في مصر ، وعرجت خلال ذلك بأكثر من بلد مسلم ..وهي لا تفتر تواصل تدوين ملاحظتها ، وفتح عينيها لمزيد من التأمل الهادئ ..

ولكن السؤال الأهم :
ما الذي كان يشغلها أصلاً ؟ وعم كانت تبحث ؟ وإلى أي شيء تريد أن تصل ؟.. هذا هو مربط الفرس ..وهنا سر القصة لمن كان له قلب ..

هاهنا العجب الذي نرغب أن نهديه إلى جمهرة غفيرة من شبابنا وفتياتنا ..هؤلاء الذين يخبطون في الحياة كما تخبط الأنعام ...!!

ولذا أكرر أن هذه القصة كلها مهداة إلى نسائنا المسلمات تحت كل سماء .!


كانت هذه المرأة الشابة تعيش _ كما تقول وتؤكد _ حالة خواء روحي شديد ،وقلق نفسي عاصف ، وحيرة لا تجعلها تستقر ولا تهدأ ..

رغم أن المال يجري بين يديها ، ورغم مباهج الحياة التي كانت تنغمس فيها ..فهي لا تفتأ تتنقل من ملهى إلى ملهى ، ومن مرقص إلى مراقص كثيرة ..

فخطر لها أنه ربما تجد عزاءها في السفر ، وخلال هذه الرحلة تحاول أن تتلمس حياة الشعوب الأخرى .. فلعلها تكتشف أنها ليست الوحيدة المصابة بهذه العلة الخطيرة ..
لعلها تصل إلى نتيجة مؤداها :أن النفسية المحطمة من داخلها شيء تشترك فيه الشعوب بنسب متفاوتة ..!!

والسفر متيسر والمال لا ينقصها ، ولا مانع يمنعها أصلا ..وحزمت حقائبها ، ومن لطف الله بها :أن جعل أول محطة لها أن زارت بلداً مسلماً بقيت تتردد عليه لمدة خمس سنوات ..وهي لا تفتأ تدون ملاحظتها ، ولا تفتر من تقليب أوراقها ، ومراجعة ملفاتها ،وإعادة ترتيب تلك الأوراق في كل مرة لاسيما فيما يتعلق بسلوكيات المسلمين ، والروابط الأسرية..


فقد كانت هذه أكثر الأشياء التي شدت انتباهها ، وكذلك حسن معاملة الناس ،وطيبة قلوبهم ، ونقاء سرائرهم ، والهدوء والسكينة التي تحياها المرأة المسلمة ..

على الرغم أنها لاحظت أن هذه المرأة تقضي أكثر عمرها في مملكتها الصغيرة ،داخل عش الزوجية ، تصبغه بألوان من مباهج الحياة التي تتيسر لها ..

كما لاحظت أن هذه المرأة المسلمة التي ظلمها الإعلام الغربي_وقد لاحظت أيضا أن الإعلام العربي كذلك لم ينصف المرأة المسلمة الملتزمة بدينها،بل أكمل عملية إهالة الغبار عليها ليقدم بدلاً منها النموذج الغربي !!

ليكون هو محل القدوة ومظنة التأسي !!!!!! ويا خيبة ما اختار !!_

لاحظت بعد متابعة متأنية وواعية :أن هذه المرأة كانت بحق ملكة غير متوجة ..!فقد رأت أن الكل في خدمتها بطريقة أو بأخرى منذ نشأتها حتى .... حتى تدخل قبرها ..!

ثم كانت لها سفرات إلى بلاد أخرى ، وملاحظاتها تزداد وتترسخ مع الأيام .. وفي مصر قررت أن تخلع ثوباً لتلبس ثوباً آخر ..!
لقد وصلت إلى نقطة كان لابد أن تقول عندها كلمة الفصل النهائية .. بادرت تشهر إسلامها .. وغيرت اسمها .. ولبست الحجاب .. وأعلنت للدنيا أنها ..... أنها ... قد ولدت من جديد ..!!

وأنها على استعداد أن تواجه العالم بمبادئها بلا تلجلج ولا تلعثم ولا خجل ..!!لقد أخذت تصيح ودموع الفرح تملأ عينيها :إن النهار لا يشرق إلا من هنا !! ولن يلج أحد جنة الدنيا ولا جنة الآخرة إلا من هذا المعبر !!

حين سئلت عن هذا السفر المتواصل للبحث عن الفجر الغائب ، مع أنه يوجد في ألمانيا مسلمون كثر ،
ابتسمت ابتسامة لا يصنعها إلا الألم ثم قالت :للأسف إن الذين رأيتهم هناك واختلطت بهم ، لم أجدهم يختلفون عنا في شيء ،فهم يسهرون كما نسهر ، ويقضون أوقاتهم في الملاهي والمراقص ،بل إن أكثرهم ينحدر إلى القاع ولا يتماسك ..!!

ولا أزعم أن هذا هو حال جميع المسلمين هناك ، ولكن هؤلاء من رأيتهم ،ثم انسحبت نظرتي على الآخرين ، فزهدت فيهم ..!

من عجيب أمر هذه المرأة أنها لحظة إسلامها انخرطت تبكي بكاء يقضقض القلوب ، ويهز المشاعر ، وتتفتح له أبواب السماء ،حين تُليَ عليها القرآن أحدث فيها حالة غليان لا توصف ، و أجهشت في البكاء ولم تتماسك ..!!

ثم جففت دموعها وقالت مبتسمة بوجه يتلألأ فيه صفاء الإيمان :كنت كالمريض على فراش الموت لا ينعم بطعام ولا بشراب ، حتى انهارت قواه وخارت .. ثم أعطيت له إبرة مغذية فأكسبته قوة ومنعة ليواجه الحياة ..!

وهذا مثال لمجرد التقريب ، لأني أقول وأردد أني حين أسلمت كنت قد ولدت من جديد ..
كنت حقاً أشبه بميت .. غير أنه يضحك ويغني ويرقص ..! يا للغباء!

لم تكتف هذه المرأة أن تعلن إسلامها ، وتلبس حجابها ، وتعلن احترامها لدينها !! ثم تتابع بسلبية أحوال المسلمين وما يجري عليهم ،مكتفية بالحوقلة والتمتمة بالدعاء ..!

بل قررت أن يكون لها دور إيجابي ، فحملت لواء الدعوة إلى الله عز وجل .. وعزمت أن تخوض البحر ، وتواجه الطوفان ، وأصبح همها كله محصوراً :كيف تجعل من سلوكياتها نموذجاً يُقتدى للمرأة المسلمة حيثما حلت ورحلت ...!
( ألا فلتسمع فتيات مسلمات يملأن الدنيا خواء وهراء وعبث ويحسبن أنهن يحسن صنعا !!!! )

.. ودأبت تلك المرأة مع ذلك على زيارة النساء في كل مكان تنزل به ولو لأيام ،لتمد يد المساعدة بما تستطيع ، ولتعظ وتنصح ، وتوجه وترشد ، وتشدهن إلى الله تعالى ،
وتلفت أنظارهن إلى روعة تعاليم الإسلام ،وأن حياتها الخاصة خير مثال على ما يمكن أن يصنعه هذا الدين بالإنسان وللإنسان .. بل للحياة ..!

وتؤكد لهن أن وفود الداخلين في الإسلام في هذا العصر أكثره من جيش النساء..!


وكانت تعلن دائماً وفي كل محفل :أنه لا أروع ولا أرقى من عمل الأنبياء عليهم السلام ..
وهل كانت لهم وظيفة إلا ( حمل هم دعوة الله تعالى ) ...!؟ ولذا كان قررها بأن تكون :
داعية حتى الموت ..! داعية حتى الموت ..!! داعية حتى الموت!!!

تسترخص ما تبذل في سبيله ، وتستعذب العذاب من أجله ، ويحلو في عينها التعب ابتغاء مرضاة الله ..وعلى هذا مضت في طريقها مستعلية فوق الدنيا وأهلها ..
شعارها :وعجلتُ إليك ربّ لترضى ...!

ولما صدقت صدقها الله ، ويسر لها ، وفتح عليها ، وبارك في جهودها .. وأثمرت بذورها التي كانت تضعها حيثما نزلت وحلت ، لتصبح حدائق ذات بهجة ..

لو كانت المرأة الغربية التي يقدمها الإعلام كنموذج لنسائنا على شاكلة هذه المرأة المتألقة
فنعم بها ، وحبا وكرامة ، وعلى العين والرأس ..

ولكنهم لا يقدمون لنا إلا المرأة الغربية في أقذر صورها وأحطها ..!!ولصالح من يفعلون ذلك ؟ لا أدري !!! بل أدري ، ويدري الذي يقرأ أنه يدري !!!


ولكن .. حسبنا الله ونعم الوكيل ...

نسأل الله سبحانه أن يملأ قلوبنا بنور معرفته ونور محبته جل في علاه ..حتى لا نحب شيئا من الأشياء إلا على ضوء محبتنا له سبحانه ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Oum Salma

Oum Salma


عدد المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 17/09/2012

فتيات دخلن الإسلام جديد - رساله إلى نسائنا المسلمات تحت كل سماء! Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتيات دخلن الإسلام جديد - رساله إلى نسائنا المسلمات تحت كل سماء!   فتيات دخلن الإسلام جديد - رساله إلى نسائنا المسلمات تحت كل سماء! Emptyالأحد سبتمبر 23, 2012 8:03 am

-انقلني أو
أقلني








اجتمع لهذه الفتاة
أمور لم تجتمع في غيرها ممن هم في محيطها :



كانت آيةً في الجمال ،
لا تقع عليها عيني رجل إلا بهره جمالها ، وكانت نشطة في عملها ، كأنها النحلة لا
تكاد تهدأ ، وكانت متمكنة تماماً من تخصصها ، أكثر زملاء العمل لا يستغنون عن
استشارتها والرجوع إليها ، وكانت فوق ذلك كله من أسرة ثرية ، تغنيها عن العمل لو
أرادت ، لتعيش أميرة مخدومة مدللة ..!






كانت تتعامل مع
الحياة في تلقائية أشبه ما تكون ببراءة الأطفال ،
وعلى الرغم أنها كانت تدير رؤوس الجميع إذا مرت بهم ، غير أنها تتنمر
وتستأسد إذا تجاوز أحدهم الحد الذي وضعته مما تعتبره هي خطاً أحمر !! مع أنها تتغاضى
أحياناً ..!!






كانت تشعر بقوة أثرها
في الآخرين ، فتذهب شططاً في مضاعفة هذا التأثير ، سواء باختيار ملابسها الفاتنة ،
أو تصرفاتها التي لا تخلو أحيانا من تفلت ، مما تعتبره هي أنه تصرف برئ لا يحمل أي
معنى !! مع أنه يحمل كل المعاني بالنسبة للطرف الآخر لاسيما من الشباب ، وهذا ما
كان يجرئ عليها البعض بين الحين والحين ..!






كانت تعيش مع أبيها ،
الذي يُعد من رجال الأعمال المعدودين ، وأمها التي تلهث وراء كل موضة ، مما جعلها
تتلهى عن كل شيء ، انشغالاً بالمتع التي تتوالد بين يديها ..! وأخ يصغرها بعام ،
غير أنه سافر للدراسة في بلد أجنبي .. وأخت في بداية المرحلة الإعدادية ، تتولى
شؤونها مربية أجنبية ، استُحضِرتْ خصيصا لهذه المهمة ...!!






ترادف النعم على هذه
الأسرة ، أغراها بمزيد من الإيغال مع متع وشهوات الدنيا ، فلم يبق بلداً إلا
وترددت عليه ، لتغمس نفسها في أجواء ملاهيه ولياليه ..!!






وبسبب هذا الثراء الذي
يسيل له لعاب الكثيرين ، أصر الأب على أن يدرس أبناؤه وبناته في أرقى المدارس
الأجنبية مهما كانت تكاليفها !! وهي مدارس يغلب عليها الطابع التنصيري !! ورمى
فلذات أكباده في تلك الأجواء الموبوءة منذ نعومة أظفارهم في المرحلة الابتدائية ..
وظلوا فيها حتى سنة التخرج من الثانوية العامة !!






فاجتمع لهذه الفتاة أمور
هيأتها للفساد الأخلاقي ، والتعفن الفكري ، أما الأولى فقد لطف الله بها ولم تصل
الأمور إلى تعدي الخطوط الحمراء !!



أ


ما الثانية فحدث عنها ولا
حرج !!






ثراء فاحش ، وأب غافل
يحسب أن دوره في الحياة أن يُشبعَ هذه البطون ، ويُمتّعَ هذه النفوس بألوان من الشهوات ، وأم منشغلة
بهواها ، ومدرسة أجنبية تغذي عقول هؤلاء الأبناء بما ينسف عليهم دينهم ، وهوى جامح
، وصحبة لا تعرف إلا لغط الحياة ، وسفاسفها ...!!






كان والدها أشبه ما يكون
بماركة أجنبية مسجلة ، ممهورة بختم عربي ، حروفه الواضحة ( صالح للتصدير ) .. !!!



أفكاره أجنبية حتى
النخاع ، ومن ثم فقد أصر على أن يجعل حياته تسير على النمط الغربي ..!!






كان يقول : إنه لا ضير
من أن نتابع الغرب في شؤونه كلها ، ما داموا قد سبقونا في كل شيء ..!!






وكان يعيب على الأمة الإسلامية
تخلفها ، ويرجع سبب هذا التخلف ، إلى
كونها لم تأخذ حضارة الغرب بما فيها وما عليها !!!






وكان يردد : إنه لا
سبيل إلى الرقي والحضارة إلا عبر هذا الطريق وحده ، وكل محاولة غير هذا فمكتوب لها
الفشل !!






ومما كان يقوله في هذا
الشأن إذا ناقشه أحدهم : حين يكون الوصول إلى الهدف ، لا يتم إلا عبر الولوغ في
الوحل ، فليس أمامك إلا أن تسير ولو تلطخت ، وإلا فلن تصل .. !!!






هذه المعاني كثيرا ما
كان يتباهى بها في مجالسه ، ويسيل لسانه وهو يعدد إيجابيات الغرب ، في صور كثيرة
من الحياة ...



وكانت أمها أشبه
ما يكون بالمريد الخاضع لشيخه ، الممغنط إليه ، فقد كانت أول المتأثرين بهذه
الأفكار ، بل ذهبت شططاً في ترجمتها عملياً في حياتها ..!!






غير أنهما مع هذا كله
كانا يحرصان اشد الحرص على تحصيل أبنائهم الدراسي ، ويعتنيان بذلك كل الاعتناء
، وليس شرطا بالمتابعة المباشرة لذلك ،
ولكن من خلال المربية الأجنبية ، التي كانت متفرغة لمثل هذه المهام ، وعليها أن تقدم تقريرا منتظما لاسيما في هذا
الشأن ..!






أما الدين ..... فسلام
الله على الدين !!!!






لا تعرف هذه الأسرة الله
سبحانه إلا في رمضان ...!! ولاسيما في نهار رمضان ..!! أما ليل رمضان فإن ريمة
سرعان ما تعود لعادتها القديمة !!






تنسى هذه الأسرة الله من
جديد ، وتركن الدين على رف من رفوف البيت ، وتخرج في سهرات متصلة حتى ساعة متأخرة
، لتعود تتهيأ لصيام نهار اليوم التالي !!!!






في هذه الأجواء نشأت
هذه الفتاة ، التي تبدو كالشرارة توهجاً ونشاطاً ، وكان مرحها يصحبها أينما حلت ،
حتى ليخيل إليك أن عدوى فرحها يسري إلى كل شيء حولها ، فكأن كل شيء حولها مشدود
إليها ، متأثر بها ..!!






غير أنها مع هذا كله ، كانت تنتابها حالات ضيق وكدر ، لا تدري لهما سببا ،
تشعر معها بالاختناق فكأنما تتنفس من ثقب إبرة ..!!






وكثيراً ما كان يصل
الأمر بها إلى حد البكاء ، مما دفعها أكثر من مرة لمراجعة العيادات النفسية ،
للخلاص من هذه الحالة ، بل لقد هجس في خاطرها أن خير وسيلة للتخلص مما هي فيه ،
الانتحار !!






كانت تشعر أن كابوسا
يلازمها ، أو أن جبلا يجثم على صدرها بكل ثقله ، ولا يدعها قادرة حتى على التنفس
..!!



ولما سألت بعض
المقربين والمقربات جداً منها ، أشار عليها شياطين الأنس أنه لا خلاص من مثل هذه
الحالة إلا بمزيد من الانغماس مع متع هذه الحياة ، وعدم الجلوس منفردة لأي سبب كان
، بمعنى أنهم نصحوها بمزيد من الانفلات ..!!!!






ولو أنها سألت صحبة صالحة
، أو شيخا فاضلاً لوضعها على المحك منذ
أول خطوة ، وبكل يسر ..






فالله سبحانه الذي خلق
هذا الإنسان هو الأعلم بما يصلحه ويسعده ويشقيه ، ولقد قال سبحانه كلمة الفصل في
هذه القضية حين قرر هذه القاعدة :
وَمَنْ
أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَعْمَى



وقال جل جلاله : وَمَنْ
يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ ، نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
...






غير أن صحبة السوء لا
تدل على هذه المواطن ، بل تسوق إلى غير هذا الاتجاه !!






غير المقربين من هذه
الفتاة لا يعرفون إلا ظاهر الصورة ، فلا يرونها إلا في قمة الفرح ، وفي بهجة دائمة
، وضحكاتها تجلجل ، ومزاحها يحرك حتى الحيطان ..!!






فكأنما هي عندهم
مخلوقة من طينة لا يعرف النكد إليها سبيلا ، ولا الكدر إلى قلبها طريقاً ..






وهذا هو شأن أكثر المشاهير
الذين تصحبهم الأضواء حيثما رحلوا ونزلوا !!






صورة ظاهرها شديد الإبهار
، وأما باطنها فلا يعلمه إلا الله ، ثم صاحبته وقليل من الناس !!






كان الجميع يشهد لها
بالنشاط والحيوية في عملها ، كما يشهدون لها بالجمال في صورتها ، ويؤكدون إتقانها
لعملها ، كما يؤكدون أن فتنتها قد تكون سبباً
في جلب أكثر من صفقة ناجحة لهذه الشركة ...!!






كان مديرها في العمل
يجد نفسه بين الحين والحين ، مشدوداً ليتابعها من وراء ستارة نافذة مكتبه !!






وكان يهمس لنفسه
أحيانا ، أو لبعض خلصائه : الطيش من مثل هذه لا يكون إلا جميلاً ..!!






ثم يعقب : نجاحها في
عملها ، وإتقانها لما بين يديها ، وإخلاصها لوظيفتها ، يشفع لها ما قد تقع فيه
أحياناً من مخالفات ، وتجاوزات في الملبس أو التصرفات !!






ومرضت ذات يوم فكأنما
أصاب الشركة عدوى مرضها ، لاسيما في القسم الذي تعمل فيه ، فبدا يوما كالحا على
الجميع ..!! وتقاطر الموظفون وبعض المراجعين إلى المستشفى لعيادتها ..






غير أن والدها أصر على أن
تسافر لتلقي العلاج في بلد أجنبي ، لأنه لا يثق
بقدرات أي طاقم طبي في
بلده ..!!






ومكثت هناك لأشهر ،
انقطعت أخبارها عن الشركة مع الأيام ، حتى كاد أن ينساها أكثرهم ، وعادت الحياة
تجري في عروق الشركة من جديد ، لاسيما وقد ترجّح لهم أنها لن تعود إلى عملها ، حتى
لو شفيت ..






أسلمها والدها إلى
أرقى المستشفيات ، ووضع أرقام هواتفه كلها ، لدى الإدارة ، وكرر على
مسامعهم أنه يسلم ابنته لايدي أمينة يثق فيها ، ولنفوس كبيرة يركن إليها ،
كما كرر على مسامع ابنته أنه يثق بها كل الثقة ، ولذا فإنه مضطر ليدير ظهره لها
، حتى لا ينقطع عن مشاغله التي لا تنتهي
..!!






ووجدت الفتاة نفسها وحيدة منقطعة ، على فراش المرض ، غير أنها تعرفت مع
الأيام على فتاة تكبرها بأعوام ثلاثة ، كانت مرافقة لوالدتها المريضة في نفس
المستشفى ، فقامت هذه الفتاة على رعايتها والاهتمام الشديد بها ، وتوثقت بينهما
علاقة حميمة كان لها ما لها بعد ذلك ..!!






وتعود عجلة الحياة
تسير كالمعتاد في دائرة أسرتها ، والدها لا زال يركض وراء دنياه ، وأمها تتلهى
بمتع الحياة ، حتى أذهلتها عن كل شيء ، ولم تعد تبالي بشيء ، وأختها تتولى شؤونها
مربية أجنبية ، وأما أخوها فقد انقطع عن الجميع ، منذ أن سافر ، ولم يبق من صلة
سوى الاتصال المتقطع على فترات ..!!






و تماثلت للشفاء بعد نجاح
العملية التي أجرتها ، وعادت إلى بلدها وقد تغير
كل شيء فيها .. كأنما خلعت جلدا ،
ولبست جلداً آخر .!






كأنما أخذت قلماً لتشطب
على صورتها القديمة بالطول والعرض ، ثم ترسم صورة جديدة مختلفة تماماً عن الصورة
القديمة ، التي عرفها الناس بها ..!






عادت ووجهها يتلألأ
بهذا الحجاب الذي يلف رأسها في وقار ، ويصب عليها نفحة من نفحات السماء ، فيكسو
ملامحها ، وهذا الثوب الفضفاض الذي لا يكشف شيئا من جسدها ، لكنه يزيدها بهاء ،
وحتى يديها آثرت أن تضعهما في قفازين ...!!






فلكأنما فترة المرض كانت
تصحيحاً لكل تاريخها القديم ، وتصويباً لكل خطأ فيه ..!!






لقد وفق الله تلك
الفتاة التي تعرفت عليها في ذلك المشفى ،
فاستطاعت
أن تحرك في قلب هذه مشاعر جديدة ، وتلهب أشواقها الدفينة إلى السماء ، وتحببها في
الله سبحانه وتعالى ، وتنفض من على عينها الغشاوة ، وتحرك أوتار محبة الله جل
جلاله ، وحدثتها كثيرا عن هذه المعاني السماوية ، وعن حياة رسول الله صلى الله
عليه وسلم وسيرته العطرة ، وعن حكمة تعاليم الله وتكاليفه ، وأهميتها في
حياةالإنسان وسعادته ، وأمنه واستقراره النفسي ، وعن الجنة والنار ، والحياة
والموت ، كما حدثتها طويلا عن آلام الأمة
وما تعانيه ، ودور كل مسلم ومسلمة في هذه الحياة ..






اشهر وهي تتلقى هذه
الدروس المجانية ، من هذه الفتاة المتألقة ، والتي كانت تترجم ما تقول عمليا ، من
خلال شدة الاهتمام بها ، وكثرة الرعاية لها ، وروعة الحنو عليها ، ونحو هذا ..






حتى تشربت هذه كل تلك
المعاني فاهتز قلبها بالحياة ، وأشرقت روحها بنور ربها !!






كانت تردد كثيرا : من
أعظم نعم الله عليّ في الحياة ، هذا المرض الذي ألم بي ، وقطعني عن الحياة لأشهر
طويلة ، حتى تتم ولادتي من جديد ..!!






هاج والدها وثار وجن
جنونه ، غير أنه انكمش كأنه قطعة ألمنيوم سخنت جدا وسرعان ما بردت !! ..



فقد ردت عليه بهدوء :
هذه حياتي الشخصية ، وأنت علمتنا طويلا أنك ممن لا يتدخل في شؤون الآخرين الشخصية
، لأن حياة الغرب تقوم على ذلك !!






فكأنما ابتلع حجرا ،
وعاد يحاول معها بهدوء ليثنيها ، غير أنها أبت إلا أن تمضي في طريقها ، وهي تؤكد
للجميع أنها وجدت معنى لحياتها ، بل تؤكد لهم أنها تشعر أنها تذوق طعم الحياة
الطيبة ، وتتمنى لهم أن يذوقوا هذه المعاني ، فيقابلون كلامها بالسخرية منها ، أو بطي الشفاه ثم الإعراض عنها ..!!






كان التغيير جوهري ، شمل
كل شيء في حياتها ، كأنما هي شخصية أخرى تماماً ، تصوراتها ، مفاهميها ،
اهتماماتها ، مع بقاء روح التفاؤل وشيء من المرح في مكانه ، وإشاعة البهجة حيثما
كانت ، لكنها بهجة ممزوجة بجد هذه المرة ..!!






أما في مجال العمل ..


ففي أول يوم تطأ قدمها
الشركة ، توجهت ابتداءً إلى مكتب مدير الشركة ، وحين مرت بالموظفين كانوا بين مصدق
ومكذب ، وانقلب الجو كلها في تلك الساعة ، غير أنها اكتفت بإلقاء السلام ، وأشارت
بيدها أنها ستعود إليهم ، بعد الانتهاء من هذه المقابلة ..






ولما فتحت الباب ورفع
المدير رأسه إليها ، لم يعرفها ابتداء ، فلما حدق فيها ، هاله ما يرى ، ووثب من
مكانها وثباً ، وقام يرحب بها وهم يتلعثم ..






غير أنها لم تزد على
أن ألقت إليه السلام وسؤال عابر عن الحال وحال الشركة ، ثم قالت وهي تمد إليه ورقة
كانت معها :






إن لم تنقلني ..فأقلني ..!






ووضع نظارته على عينه
ليقرأ الورقة ، فإذا هي استقالتها ، إن هو أصر على إبقائها في القسم القديم الذي
كانت فيه ،



وألحت على النقل إلى
قسم آخر من أقسام
الشركة ، تغلب عليه المعاملات النسائية ..





وحاول أن يثنيها ،
فأصرت على موقفها وهي تقول مؤكدة :



هناك مكاني ، مع
أخواتي ، وسأقدم أفضل ما عندي ، ولن أبخل على هذه الشركة بشيء من قدراتي ، ولكن






أن أعود إلى سالف حياتي السابقة ، فهذا هو المستحيل بعينه ، تلك فترة مضت
وانقضت ولن تعود إن شاء الله .. وعليك






أن تنسى ما كان ، وتفكر
فيما سيكون ..! .. أرجوك .. انقلني ..أو أقلني .. ولا ثالث لهما ..!



وكان لها ما أرادت ،
واستأنفت حياة جديدة مليئة بألوان من النشاط والحيوية ، سواء في دائرة أسرتها ، أو
دائرة عملها ، أو في مجالات أخرى ، لاسيما وقد ارتبطت بصحبة من النساء لهن ذات الهم ، ويسعين لذات
الهدف ، وغايتهن الله .



فرغت نفسها لمولاها سبحانه ، وبذلت وقتها ، وجهدها ، ومالها لدعوة دينها
...



إنها هذه المرة تقوم بهذا كله من أجل الله سبحانه ، بعد أن عرفته وشُغِف
قلبها حباً له ، ومن أجل خدمة دينها ،
وتكفيرا عما سلف من حياتها ..



ولهذا كانت تردد دائما وفي انتشاء
..



والله إني أجد في هذا التعب من أجل الله ، متعة متميزة لم أذق مثلها ولا
قريبا منها ، في كل حياتي السابقة ، حين كنت أعب من شهوات هذه الدنيا عباً ..!!



والذين لا يعرفون حلاوة الإقبال على الله ، ومتعة التعب من أجله ، مساكين
محرومون وإن ضحكوا كثيرا اليوم ، فقد يبكون طويلاً غداً ..



الحمد لله الذي هداني لهذا ، وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Oum Salma

Oum Salma


عدد المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 17/09/2012

فتيات دخلن الإسلام جديد - رساله إلى نسائنا المسلمات تحت كل سماء! Empty
مُساهمةموضوع: رد: فتيات دخلن الإسلام جديد - رساله إلى نسائنا المسلمات تحت كل سماء!   فتيات دخلن الإسلام جديد - رساله إلى نسائنا المسلمات تحت كل سماء! Emptyالأحد سبتمبر 23, 2012 8:06 am

3-هذه فتاة
أحبت النور





قالت الفتاة الكبرى لشقيقتها الصغرى وهي تداعب
بأصابعها خصلات شعر أختها المتدلية
على جبينها
المتلألئ
:





مالي أراكِ منذ اشهر لم تعودي تلك الفتاة التي
تغار منها الأخريات ، لقد كنتِ أشبه بالزهرة يتضوع عبق أريجها حيثما تحركت ، ويتلألأ
جمال محياها أينما نزلت ، ويتعالى صدى ضحكاتها في كل مجالسها ..



غير أني أراك
أصبحتِ زاهدة في هذا الجمال الذي تملكين ،
والذي تحسدك عليه كثيرات ، فلا أنتِ تتزينين كما كنتِ تفعلين ، ولا أنتِ
تتطيبين بألوان الطيب والعطور كلما خرجتِ مع أنك كنتِ في هذا أشهر من نار على علم
..



ما الذي حدث لك ؟ أخبريني ..


أأنت مريضة وأنا لا أعلم ، أم أصابتك عين ، أم
صدمك أحد ولم تخبريني ، أم أنك تحتاجين
إلى شيء ولم يحققه لك الوالد والوالدة ،
أم أنك تمرين بحالة هيام جعلتك تنصرفين عن كل شيء ..!



قالت عبارتها الأخيرة وهي تضحك ..


ثم واصلت حديثها : صحيح أنني أنشغل عنك بأمور زوجي
وبيتي ، فلا أكاد ألتفت إليكم ، ولكن هذا لا يعني إهمالا مني لكم ، ولكن ظروف
الحياة الزوجية وبعض الأمور فيها شغلتني عنكم لاسيما في الأشهر الأخيرة ، مع أن بيتي لا يبعد عن بيت الأهل إلا بعدا لا
يُذكر ، ولكن ظروفا مررت بها شغلتني عنكم ، ومنذ أن حللت بينكم منذ يومين ،
لاحظت هذا التغيير الجذري الذي حدث في حياتك فشغلني عنك ، فطمئنيني عليك
فأنا أختك الكبرى ، التي كانت في يوم من
الأيام موضع أسرارك .. أتذكرين؟ ..






كانت الشقيقة الصغرى تتابع حديث أختها متبسمة ،
مصغية إلى كل كلمة تنطق بها ، فلما صمتت ،






قالت وقد تلألأ وجهها بإشراقة نور : ثقي أنه لا شيء
مما تذكرين حدث لي ، ولكني باختصار أقول لك بكل ثقة:



أنني أخيرا خرجت من الوهم الذي كنت أعيش فيه ، بل
الحق أنني كنت مريضة فشفيت ، لا ، بل كنت
ميتة فأحياني الله برحمته ..!



وعلى الرغم أنكم الآن ترونني لا أتكشف كما كنت
أتكشف من قبل ، ولا ابهرج نفسي كالسابق ، ولا أخرج إلا بثياب فضافضة ساترة كاسية
تغطيني من مفرق رأسي إلى أخمص قدمي .. رغم هذا كله ..



فإني أقسم لكم أنني قد وجدت نفسي أخيراً . نعم
والله لقد وجدت نفسي أخيرا .. وجدتها بعد ضياع ،



وعثرت
عليها بعد متاهة ، واكتشفتها بعد حيرة .. حين عرفت دربي مع ربي ، وجدت قلبي ..!
ويوم وجدت قلبي انبثقت ألوان من السعادة في أعماقي ،



وهي سعادة لا تصورها الكلمات ، ويعجز عن التعبير
عنها اللسان ، وأحسب أن هذه المشاعر
الجديدة التي أصبحت أحيا بها ومعها .. أحسبها حلاوة الإيمان التي أخبرنا عنها رسول
الله صلى الله عليه وسلم .



فإن كانت هي هي ،


فيالها من جنة رائعة وارفة الظلال ، كثيرة الثمار ،
يانعة القطوف ، يتنعم بها قلبي بشكل مبهر ، فضلاً من الله ونعمة ..






فله الحمد ..


ومن جهة أخرى .. يا له من كابوس فظيع أكون قد تخلصت
منه يوم ( طلقت ) تلك الحياة التافهة التي
كنت فيها مجرد ( دمية ) ... دمية يحركها
غيرها ، ويتلاعب بها أصحاب بيوت الأزياء ،
وصعاليك الوسط الفني ..!! تلك الحياة العابثة رغم ما فيها من بهارج وهالات
وأضواء



لكنني أخيراً اكتشفت أنها كانت أشبه بألعاب الأطفال
ليس إلا ..! وكم رأيت أطفالاً يأكلون التراب وهم يحسبون أنهم يستمتعون ..!!






كانت الفتاة تتحدث بحرارة واضحة ، حتى أن
عينيها ترقرقت في خاتمة حديثها ..



وانعقدت الدهشة بوضوح على وجه شقيقتها
الكبرى ،



فهي لم تعهد أختها تتحدث بمثل هذه الحرارة وهذا
التدفق ، ولا سيما في مثل هذه المعاني الإيمانية الدقيقة ، بل أكثر من هذا لقد
شعرت أن لحديث شقيقتها صدى واضحاً هب على قلبها ،
وترك فيه بصمة قوية ..



لقد كانت تعرف شقيقتها من أكثر الفتيات تعلقا
بأخبار الموضات ، وعالم الأزياء ، وأخبار الوسط الفني وما شابه ذلك من موضوعات
تقتات عليها كثير من الفتيات اليوم ، وكأن لا شيء يعنيهن من همّ الإسلام والمسلمين
وقضايا الآخرة ...!






وخيمت لحظات صمت ، كانت خلالها تلك المعاني التي
أثارتها الأخت الصغرى تغلي غليانها في قلب الكبرى ..






ثم قالت متسائلة : ولكن ما سر هذا التغيير الهائل
الذي حدث في حياتك ونقلك هذه النقلة الكبيرة ؟






عاد وجه الصغرى يتهلل ويشرق وانسابت الكلمات على
لسانها ، وتدفق الحديث من قلبها ، وتوالت المعاني تتسابق ، وهي تتحدث عن هموم
الإسلام ومعاناة المسلمين ، وقضايا الإيمان
ومحبة الله والدار الآخرة .. وكان حديثها خليطا من هذا كله ، ولكنه كان مؤثرا جداً ، ربما لأنه جاء بطريقة
تلقائية لا تكلف فيها ..






ما في القلب سال على اللسان في يسر وبطلاقة
عجيبة .. وكانت الكبرى تتابع مبهورة ، لا
تكاد تصدق أن هذه أختها التي تعرفها ، ولا تكاد تصدق أن هذه المعاني كلها تنصب على
قلبها خلال شهور قليلة ، ولم تدر المسكينة أن خزائن الله ملأى لا تغيض ، وأن
إقبالاً صادقاً على الله كفيل أن يفجر الينبوع في يوم أو بعض يوم .



ألم يكن
سحرة فرعون قبل لحظات يقسمون بعزة فرعون ،
ثم ما لبثوا أن آمنوا بموسى ، وأخذوا يتحدون فرعون في روعة مدهشة !!






وبقيت الصغرى تتدفق في حديثها والكبرى تتابع في
انبهار ، وقد اتضح تماماً أن صدى كلمات أختها وقع تماما على مكامن في قلبها فاهتزت
روحها ، ورجت القلب الغافل ، وحركت أوتارا معينة فيه ..






وإذا بها تقاطع أختها متسائلة للمرة الثانية :
ولكني أريد أن أعرف ما سر هذا التغيير الذي أدار اتجاهاك على هذا النحو ، وجعلك
تبحرين عكس الاتجاه الذي كنت فيه ؟
وتطلقين حياة حافلة بالمباهج الدنيوية ،
إنني أحسب أن ما حدث لك أشبه بالطفرة التي تحدث في بعض البلاد ، فتنقلها في
وقت قصير من حالة فقر وعدم ، إلى حالة
غنى ووفرة ونعيم لم تكن تحلم به ..!






ضحكت الأخت الصغرى





ثم قالت : أحسنت التشبيه .. نعم والله لم أكن أحلم يوما
بأنني سأعيش هذا النعيم الذي يهز قلبي على هذا النحو المبهر .. ولكن ذلك
فضل الله يؤتيه من يشاء ..



فله الحمد وله المنة ، ولقد صدق
والله من قال : إن في الدنيا ( جنة ) من
لم يدخلها ، فلن يدخل جنة الآخرة ..



وأحسبه يعني جنة الأنس بطاعة الله والتلذذ بذكره
ومناجاته والحديث عنه ..وأحسب أني أذوق
شيئا من هذا !!






ابتسمت الأخت الكبرى





وقالت : يبدو أن هناك سر ما وراء هذا التغيير الذي حدث لك ، ولا تريدين الحديث عنه ، كم كنت
في شوق أن أعرف هذا السر، فقد فعل حديثك بقلبي الأفاعيل ..






عادت الصغرى تضحك





ثم قالت :
لا والله ليس هناك سر . ولكني أحدثك بما يتيسر على لساني مما يغرفه من وعاء قلبي ..لأني وجدتها فرصة
مواتية لي ، أن تفرغت لي هذه الساعة ،
وإني عازمة على أن أجيبك ..فاستمعي إلي ..
فلعل الله يشرح صدرك وينير قلبك ..ويمن عليك كما منّ علي ..






اللهم آمين ..





اتضح جليا أن الأخت الكبرى صرفت كل شاغل عن
ذهنها وركزت بؤرة شعورها مع كلمات أختها
التي شرعت تتحدث






قائلة : لعلها أمور كثيرة متداخلة ، وتراكم أشياء
متعددة ، وأحداث متوالية ، كانت تترك بصماتها في نفسي شيئا فشيئا حتى بلغت العمق ، فكان أن ألم بي مرض أقعدني في
فراشي لأيام ، وكان هذا المرض هو القشة
التي قصمت ظهر البعير كما يقال .. بمعنى أن هذا المرض كان هو نقطة التحول
الحقيقية في حياتي ..



في تلك الفترة كنت مهيأة نفسيا حتى الذروة لكل كلمة
تقال ، وكان أن ألهمني الله وأنا أقلب محطات الإذاعة أن استقر بالمؤشر على






حديث ديني حول المرأة المسلمة وأخلاقياتها
وواجباتها ، وتكريم الله لها ، وأصغيت
يومها إلى المعاني بكل حواسي ، وكأنني اسمع كلاماً جديدا يطرق سمع قلبي لأول مرة ،
كانت المعاني هذه المرة طازجة من السماء ، لها وقع عنيف في نفسي ، وشعرت أن كل
معنى كأنه مسمار محمى يدق في قاع قلبي فيستقر بقوة ولا يتزحزح ، ثم تتولد منه
معانٍ أخرى ..وهكذا ...






وأحسست يومها أن ركاماً كثيفا وهائلا أخذ ينكشف عن
ساحة قلبي ، وكأني أرى أمورا كثيرة بغير
العين التي كنت أراها بها من قبل ، واتضح
لي تماما أنني كنت تائهة ، ضائعة شاردة عن الله وطريقه ... الذي يحب أن يراني
سائرة عليه ..



ولم
أملك عيني يومها من البكاء بحرقة ، ولعل أقوى ما هزني هو
مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة حول :





حرمة خروج المرأة المسلمة بعطورها وزينتها


حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شبهها ( بالزانية ) !! ..


فعلى قدر ما حرصت تلك المرأة أن ترضي غرورها
وهواها ، تكون قد تعرضت لسخط الله عليها
!! فأين هذا من هذا !؟ ومن له طاقة بتعريض نفسه عامدا متعمدا لسخط الله عليه !؟
وكيف نزعم أننا نحب الله ثم نحن نتجرأ على مخالفته ؟!



ونصر على أن نبحر في غير الاتجاه الذي يحب هو لنا
أن نسير فيه وعليه ؟! وهل من علامة المحبة أن تخالف من أحببت ؟ ؟!



وهل
اختيارنا لأنفسنا ما نهوى سيكون خير من اختيار الله لنا ؟! ألا يعلم من خلق وهو
اللطيف الخبير ؟؟






ومعانٍ كثيرة جداً أفاض فيها وحولها الشيخ المتحدث
وقد فتح الله عليه يومها بشكل مبهر ، كان لها اشد الوقع في قلبي ..



لقد شعرت بحقارة نفسي وأنا أتذكر كيف كنت أصر على
أن أكون زهرة كل مجلس ، وزينة كل منتدى ، استجلابا لإعجاب الآخرين من ذكور وإناث .



ولم يكن لي
هم في حياتي إلا الاهتمام بزينتي كأنني ( دمية ) في يد صبية تلعب بها بين يديها !!
ألا لعنة الله على الشيطان ، كيف يزين
المعصية في العيون ، حتى يغفل الإنسان عن الله سبحانه ، ولا يبالي بما يفعل وهو
يركب هواه ..!!



لقد تجلى لي بوضوح كالشمس أن المرأة أصبحت سلعة رخيصة ممتهنة ، يوم ابتعدت عن طريق الله سبحانه ، ولم تلتزم
هديه الذي طالبها بالتزامه ..!!



والخلاصة .. أن ذلك الحديث في ذلك اليوم فعل بقلبي
الأفاعيل .. وبكيت كما لم أبك من قبل .. وتولد عن ذلك قرار لا رجعة فيه ، قرار الانخلاع من حياة عابثة ، لن أجني من
ورائها إلا مزيداً من سخط الله عليّ ، إذا تماديت في السير فيها ..



ووطنت نفسي من تلك الساعة على أن ألتزم ما طلبه
الله مني ولو شق ذلك على نفسي ، ولو كان في ذلك خروج روحي ، ولو كان في ذلك أن
أتعرض لسخرية جميع العالمين ..



لقد أصبحت غايتي وهدفي أن يرضى الله عني ، فإذا رضي
الله عني فعلى الدنيا وأهلها العفاء ..!..



ولقد هجم الشيطان عليّ بوساوس كثيرة ليصرفني عن هذا
القرار كأن يصور لي انصراف صديقاتي عني ،
وسخريتهن مني ، وتلك المباهج التي سأخسرها
، ونحو هذا كثير ..



ولكني كنت قد وطنت نفسي على مواجهة كل شيء في سبيل
تحصيل رضا الله عني ..المهم والهم أن يرضى الله عني . ولا شيء أريد غير رضاه ..



وكانت أولى خطواتي على طريق الهداية .. وشعرت يومها
أنني ولدت من جديد .. نعم والله .. شعرت تماماً أنني ولدت من جديد ...!



ولقد من الله عليّ
فوجدت تباشير الرضى تملأ قلبي من خلال هذه المشاعر السماوية التي تغلي في
قلبي ولم أكن أتذوقها من قبل ..






فله الحمد والمنة..





يبقى أن أقول لك شيئا .. أنني والله لم
أكن لأتصور يوما ما أن أجد مثل هذا الفيض من المعاني والمشاعر التي أصبحت أتذوقها
منذ إقبالي على الله ، ولاسيما وقد وطنت
نفسي على أن أحمل هم دعوة الله لأكون في ركب الأنبياء عليهم السلام ، لعل الله يحشرني مع النبيين
والصديقين يوم القيامة ، وأصبحت في كل
مجلس ومع كل أحد ، وحيثما كنت ، وأينما حللت ، أحمل هم هذا الدين ، أبلغه وأحبب فيه
، وأزينه في عيون الآخرين ، وأسعى لأدفعهم إليه ، لعلهم يذوقون بعضا مما أذوقه ،
هذه واحدة ،



والثانية لعل الله يزيدني من فضله نورا على نور ..
وهذا ما شعرت به ..



والثالثة .. لقد كنت خير داعية لصنوف من الشر
أزينها في عيون الأخريات وأنا أحدثهن عن عالم الأزياء والموضات وعوالم صعاليك
الوسط الفني ..!



فأنا اليوم أريد أن أعوض ذلك الحديث بالحديث عن
الخير حيثما كنت .. ولقد أكرمني الله بأن وضع لي القبول لدى كثيرات ممن أحدثهن ،
فاستجابت لي مجموعة غير قليلة ، ومنهن من أصبحت لا هم لها اليوم إلا أن تحمل راية دينها أينما نزلت وحلت ورحلت
..



وبهذا ومثله تتسع دائرة الخير ، ونكون قد ساهمنا في
نشر هذا الدين ، وسعينا جادين في إصلاح مجتمعنا .. والحمد لله أن الدائرة تنداح
بشكل رائع .. يبقى أن نسأل الله القبول ، والثبات حتى الممات . ..






قالت الكبرى بعد لحظة صمت : لعلي سمعت مثل هذه
المعاني من قبل مراراً ، ولكن قلبي لم يهتز لها ومعها ولم يتفتح لها ، ولم يتشربها
كما اشعر بها هذا اليوم ، اشعر أن نبرات
صوتك لها صدى غير عادي ، وأن حرارة حديثك تمس شغاف القلب وتحرك أوتاره ، خاصة وأنا
أعرفك من قبل .. واليوم كأنني أتعرف على إنسانة جديدة ،






والعجيب أن هذا كله يتم خلال بضعة أشهر فقط ..
فسبحان الله .. سبحان الله ..



والله
لقد شوقني حديثك إلى أن أراجع نفسي ، وهيجني إلى ضرورة أن التزم على الوجه الذي
يريد الله ويحب .. وأسأل الله أن يرضى عني ،ويشرح صدري ..وأحسب أن هذا سينهي حالات خلاف حادة تقع بيني وبين زوجي
، كانت تهدد حياتي الزوجية ..



ولعل
الله أراد بي الخير أن ساقني لزيارتكم في هذه الظروف التي أمر بها ..



قفزت الصغرى إلى حضن شقيقتها وأخذت تقبلها وهي
تبكي .. ولسانها يتخبط وهي تدعو لها ، وتدعو ، وقابلت الكبرى هذه الحركة من
شقيقتها بأن أخذت تضمها وهي تخفي وجهها حتى لا تفضحها دموعها التي أخذت تناسب
بغزارة ..



ومع انسياب الدموع يخيل إليك أن إشراقة ما أخذت
تتوهج على ملامح هذه الفتاة ، وكأنما قرار التوبة ، ونية العزم على العودة إلى
الله أثمر سريعا ، فتولد عنه نور في القلب نضح على ملامح الوجه .. !!






ومن صدق الله صدقه ..
ومن أقبل على الله أقبل عليه ، وفتح له خزائنه ..!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فتيات دخلن الإسلام جديد - رساله إلى نسائنا المسلمات تحت كل سماء!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل ترتدين حجاب المسلمات ام حجاب اليهوديات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اروبة :: اقسام اسلامية :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: