''مهما بذلنا من جهد، فإنه لا يعوض قطرة دم تسيل من طفل فلسطينى.. فالقضية الفلسطينية في قلب كل مصرى حتى تحقيق أملنا المنشود في إقامة الدولة الفلسطينية''.. ذلك ما قاله اللواء محمد رأفت عبد الواحد شحاتة، أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، قبل سنوات خلال حفل تكريمه عن رئاسته الوفد المصرى الأمنى فى قطاع غزة في 2006، وكان يشغل حينها وكيلاً
لجهاز المخابرات العامة تحت قيادة الراحل عمر سليمان، وذلك كان أول ظهور علني له.
بعدها طل شحاته، على المصريين كمهندس لصفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بأسرى فلسطينيين، ولم يكن يدر الذراع اليمنى لعمر سليمان، أنه سيكون رئيسًا لجهاز المخابرات العامة في عهد أول رئيس منتخب بعد الثورة، ولم يكن يتصور أن يجلس على عرش الجهاز الأكثر خطورة في مصر تحت قيادة الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
ولكن ما لم يكن يتصوره ''شحاتة''، تحقق الأربعاء، التاسع عشر من سبتمبر حيث أصدر الرئيس محمد مرسي، قرارا جمهوريًا بتعيين محمد رأفت شحاتة عبد الواحد رئيساً لجهاز المخابرات العامة، وكان مرسي قد عين عبد الواحد قائما بأعمال رئيس المخابرات خلفا للواء مراد موافي، في أعقاب هجوم رفح الإرهابي الذي أودى بحياة 16 من رجال القوات المسلحة شهر أغسطس الماضي.
وتصف الدوائر السياسية الرئيس الجديد لجهاز المخابرات العامة، بأنه رجلًا سياسيًا يتمتع بعلاقات طيبة بالفصائل الفلسطينية كافة، ويحظى بقبول داخل تل أبيب، وذلك ما أشارت له صحيفة ''يديعوت أحرونوت'' الإسرائيلية والتي قالت: ''شحاتة ضابط يحترمه الجميع، ولديه علاقات وصلات عملية مميزة مع مصادر صهيونية وفي حماس، وفي السلطة الفلسطينية، كما أنه يحظى بثقة
الأطراف الثلاثة بشكل كامل''.
وأشارت الصحيفة إلى أن ''شحاتة'' واللواء نادر الأعسر كانا هما المسؤولين عن الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، كما ''توليا سلسلة من القرارات المتصلة بالجمهور الصهيوني لدرجة أنهما كانا يتدخلان أحيانا على قدر كبير من السرية.. كان الاثنان طرفين أساسيين في صفقة شاليط، فقد توسطا بشكل ناجح بين الكيان وحماس، وظهر ''شحاتة'' في إحدى الصور التي التقطتها وسائل الإعلام وهو يمسك بيد جلعاد شاليط، وفي مقابله أحمد جعفري، رئيس الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس''